قدمي سُكّريّهْ
منذ شدّتْ عيونُ الحبيبةِ أوتارها
لِتمسَّ الغصونَ الندِيّهْ
قلتُ – و الإبرةُ اخترقتْ ألمي –
آهِ يا ندمي
و تحررتُ من قبضةِ العدمِ الفوضويّهْ
فأنا الآنَ نمتُ لأحلمَ
قمتُ لأعلمَ
ماذا يريدُ بيَ الوقتُ إذ يعصبُ العمرَ طيّهْ
واقعٌ أن أعيشَ إلى أن أموتَ
و مُكتَسَبٌ أن أمسَّ السُكوتَ بصوتي لأمضي مُضِيّهْ
و أنا الآنَ أرقدُ بعد ارتحالٍ أمامَ انسيابِ الجمالِ
لِيجرفَني للمعاني القصيّهْ
أتنفّسُ موسيقئ
تنشقُّ إلى النور طريقا
و أغيبُ صديقاً للمجهولِ
أعلّمهُ ما سيقولُ إذا وجد البحرَ غريقا
و أظلُّ لأنسئ أذكر
لأعودَ أفر
لأغفو أسهر
و حواليَ البشرُ سطورٌ يمسحُها الليلُ
ليكتبها النورُ على ألواحٍ منسيّهْ
أنا يا وردةَ روحي نبعٌ مطموس
أنا يا شمسَ وضوحي ظِلٌّ مهموس
بوعودٍ لا يعلمُها الواعدُ قبل الرؤيا و الكابوس :
أني حين رأيتك أدركتُ وجودي في المحسوس
و لم أمسك سعيهْ
إبرُ العيِّنةِ لمقياس السُكرْ
في شهد حلاوتِها المُتماوجِ تتكسّرْ
إبرُ مُضادات البكتريا
تذهبُ في منظار الرؤيا كي تحضرْ
مقياسُ الضغطِ يُجمِّعُ في نُقطٍ صورتها دمعاً في عين الدفترْ
و الترمومتر يقلقلهُ الصبرُ فتختلطُ به الأرقامُ فلا تظهرْ
و يظلُّ الصمتُ العالقُ بين العينين و بيني
يخطفُ لوني كي أتغيرْ
فأنا ذاك و هذا
لا أدّخرُ ملاذا لعطاءٍ أكثرْ .