«سكينة» قصيدة للشاعر عبد الرحيم الماسخ

قصيدة للشاعر عبد الرحيم الماسخ
قصيدة للشاعر عبد الرحيم الماسخ

قدمي سُكّريّهْ

منذ شدّتْ عيونُ الحبيبةِ أوتارها

لِتمسَّ الغصونَ الندِيّهْ

قلتُ – و الإبرةُ اخترقتْ ألمي –

آهِ يا ندمي

و تحررتُ من قبضةِ العدمِ الفوضويّهْ

فأنا الآنَ نمتُ لأحلمَ

قمتُ لأعلمَ

ماذا يريدُ بيَ الوقتُ إذ يعصبُ العمرَ طيّهْ

واقعٌ أن أعيشَ إلى أن أموتَ

و مُكتَسَبٌ أن أمسَّ السُكوتَ بصوتي لأمضي مُضِيّهْ

و أنا الآنَ أرقدُ بعد ارتحالٍ أمامَ انسيابِ الجمالِ

لِيجرفَني للمعاني القصيّهْ

أتنفّسُ موسيقئ

تنشقُّ إلى النور طريقا

و أغيبُ صديقاً للمجهولِ

أعلّمهُ ما سيقولُ إذا وجد البحرَ غريقا

و أظلُّ لأنسئ أذكر

لأعودَ أفر

لأغفو أسهر

و حواليَ البشرُ سطورٌ يمسحُها الليلُ

ليكتبها النورُ على ألواحٍ منسيّهْ

أنا يا وردةَ روحي نبعٌ مطموس

أنا يا شمسَ وضوحي ظِلٌّ مهموس

بوعودٍ لا يعلمُها الواعدُ قبل الرؤيا و الكابوس :

أني حين رأيتك أدركتُ وجودي في المحسوس

و لم أمسك سعيهْ

إبرُ العيِّنةِ لمقياس السُكرْ

في شهد حلاوتِها المُتماوجِ تتكسّرْ

إبرُ مُضادات البكتريا

تذهبُ في منظار الرؤيا كي تحضرْ

مقياسُ الضغطِ يُجمِّعُ في نُقطٍ صورتها دمعاً في عين الدفترْ

و الترمومتر يقلقلهُ الصبرُ فتختلطُ به الأرقامُ فلا تظهرْ

و يظلُّ الصمتُ العالقُ بين العينين و بيني

يخطفُ لوني كي أتغيرْ

فأنا ذاك و هذا

لا أدّخرُ ملاذا لعطاءٍ أكثرْ .